قال ابن القيم رحمه الله في كتاب الداء والدواء: (الذنوب إذا تكاثرت طبع على قلب صاحبها فكان من
الغافلين. كما قال بعض السلف في قوله تعالى: {كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون} قال: هو الذنب بعد الذنب.
وقال الحسن: هو الذنب على الذنب حتى يعمى القلب.
وقال غيره: لما كثرت ذنوبهم ومعاصيهم أحاطت بقلوبهم.
وأصل هذا: أن القلب يصدأ من المعصية, فإذا زادت غلب الصدأ حتى يصير راناً, ثم يغلب حتى يصير طبعاً وقفلاً وختماً, فيصير القلب في غشاوة
وغلاف, فإذا حصل له ذلك بعد الهدى والبصيرة انتكس فصار أعلاه أسفله, فحينئذ يتولاه عدوه ويسوقه حيث أراد) أ.هـ.
أقول: لو تأمل الواحد منا في نفسه وحاسبها كم مرة في اليوم يعصي الله عزوجل؟؟؟
لا تقل لا أنا ما أعصيه!!
بل كلنا أصحاب ذنوب وخطايا, ومتفاوتون في العصيان, منا أصحاب الكبائر والموبقات المهلكات ومنا دون ذلك. نسأل الله السلامة والعافية.
فيا ترى كم صدرت منا أقوال وأفعال لم نحسب لها حساباً.. غيبة في مجلس (لأن الغيبة فاكهة مجالس الكثير إلا من رحم ربك)..
نظرة محرمة في شاشة أو مجلة أو جريدة أو..
.
كلمة فيها استنقاص للآخرين واحتقار لهم.. هذا من بني فلان أو هذا من البلد الفلاني أو هذا كيت وكيت, ويحضرني هنا قصة عائشة رضي الله عنها لما
قالت للنبي صلى الله عليه وسلم : حسبك من صفية أنها... وأشارت بيدها أنها قصيرة, فقال النبي صلى الله عليه وسلم (لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر
لمزجته) يا سبحان الله! كم من كلمات تصدر منا في اليوم الواحد!! لطفك اللهم..
نعم أحبتي كثرت ذنوبنا فعميت قلوبنا وانتكست وارتكست أصبحنا لا نتأثر بالمواعظ ولا بالقرآن.. ونصلي بلا خشوع.. لانجد لذة في العبادة.. لا نبكي من خشية الله..
فعلينا أن نحاسب أنفسنا و أن نتقلل من الذنوب والمعاصي قدر المستطاع وذلك بعرض أقوالنا وأفعالنا على الكتاب والسنة, فما وافقها عملناه وقلناه وما خالفها تركناه واجتنبناه.
[center]