الحب:هي كلمة شاملة ومعبرة وهي تحمل كل الأحاسيس العاطفية ولا يمكن أن يعيش الفرد منا حياته بدون أن توجد طاقه الحب بداخله ويبرز هنا معتقداته و قدراته على العطاء إلى ما لا نهاية و يعكس إدراكه بالمجتمع في توجيه هذه الطاقة ايجاباً أو سلباً , ويمتد نطاق الحب بمعناه الواسع إلى أبعد ما تستطيع أن تصل إليه حواسنا, فاعتناقنا لدين الإسلام يعطينا الكثير من سمات الحب و التسامح و الرحمة و الإخلاص في العمل و لم نتعلم معنى الحب إلا من خلال حبنا لله .
ديننا والحب :إن ابسط ما نستشفه من كلمة الإسلام هو السلام الذي لن يأتي إلا من نفسٍ محبه ومخلصة.
حب الله: ولم نتعلم معنى الحب إلا من خلال حبنا لله وحب الله لنا وهذا ما نراه في كل لحظة من حياتنا يدعونا إلي التأمل وقد أخبرنا بهذا الحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحاديثه الشريفة والأحاديث القدسية ولكنني أريد أن اكتب حديث قرأته منذ فترة ومازالت نفسي تردده (أوحى الله إلى داود فقال يا داود لو يعلم المدبرون عني, شوقي لعودتهم ورغبتي في توبتهم لذابــو شوقا إلي, يا داود هذه رغبتي في المدبرين عني, فكيف محبتي في المقبلين على (1 ).
وأستسمحكم أن نستشعر حب الله لنا في هذا الحديث العظيم
حديث قدسي (عبدي أخرجتك من العدم إلى الوجود وجعلت لك السمع والبصر والعقل
عبدي أسترك ولا تخشاني, أذكرك وأنت تنساني, استحي منك وأنت لا تستحي مني, من أعظم مني جودا ومن ذا الذي يقرع بابي فلم افتح له, من ذا الذي يسألني ولم أعطيه, أبخيل أنا فيبخل علي عبدي).
ومن هنا يأتي دورنا كبشر لاستثمار حب الله من خلال دورنا الفعال و الايجابي في المجتمع وتنمية الوعي الأخلاقي. وهذا ما وصانا به رسول الله صلى الله عليه وسلم.
عن أبي حمزة أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) " صدق رسول الله(رواه البخاري و مسلم2.
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
(لا تحاسدوا ، ولا تناجشوا ، ولا تباغضوا ، ولا تدابروا ، ولا يبيع بعضكم على بيع بضع ، وكونوا عباد الله إخواناً ، المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ، ولا يخذله ، لا يكذبه ، ولا يحقره ، التقوى ها هنا ، ويشير إلى صدره ثلاث مرات . بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم . كل المسلم على المسلم حرام ، دمه ، وماله ، وعرضه) " صدق رسول الله . رواه مسلم (3).
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه. " صدق رسول الله صحيح البخاري(4).
كل الأحاديث المذكورة تدعوا إلى الحب وبالحب نستطيع أن نتعايش فيما بيننا و أن من كمال الإيمان في المؤمن والمسلم أن يكون محباً لأخيه ، وأن يكره له ما يكره لنفسه، فيكون حريصاً على الخير لنفسه ولغيره. هذه هي مرجعيتنا الخالدة الحب, فهي لغة الطاعة بين العبد وربه, وبين العباد جميعاً.