هذه قصتي وهكذا اهتديت في يوم عرفة
كنت فتاة لا أجعل للإسلام حظا من حياتي ولا أدري كيف يعيش الذين يجعلونه منهج حياة كنت أرتدي السراويل الضيقة التي تصف جسمي وصفا لا يستطيعه أمهر الشعراء
واكنت ألبس القصير. وكنت أسخر ممن تضع فوق رأسها حجابا و أقول "والله لا أدري لم كل هذذا التخلف وما سيفعل هذه القطعة من القماش"
وبالطبع ما كنت أضعه على رأسي و إن كانت الأعاصير حولي . وأما عن الصلاة فحدث ولا حرج
لطالما قالت لي أمي " يا بنيتي صلي و استعيذي بالله من الشيطان" فكان كمن صب على رأسي الزيت فأغضب و أصيح وأقول "لن أصلي ... لن أصلي " فتصمت أمي في حزن وتقول " الله يهدييك يا ابنتي" فأشتاط غضبا اكثر و أقول لها "وما رأيتني فعلت حتى تقولي لي الله يهديني"
وكنت اصلي يوما وأترك شهرا ومرة صليت رمضان كاملا ولما انتهى رمضان توقفت عن الصلاة بنهايته
وكنت أرقص في الأعراس و أستمع للأغاني فأحفظها سواء الغربية أو العربية
وعلى الرغم من بعدي الشديد من الله إلا أنه كانت في بذرة خير قليلة فكنت أكره الصداقات مع الرجال وكنت أيضا أحاول أن أحفظ شيئا من القرآن فكان أمري عجيبا لا صلاة ولكن أحاول حفظ القرآن فقد كنت أحب حفظه
حتى جاء اليوم الذي أخبرتني فيه أمي أن والدي سأله أحد االرجال عن جواز أن يبيع السراويل الضيقة فلما أراد والدي أي يرد عليه اجاب رجل آخر "إن كانت ابنته ترتدي ذلك فكيف تريده أن يجيبك.
نزلت تلك الكلمة على والدي كالصاعقة وما درى كيف يرد إلا أنه سكت ومضى وبات ليلته تلك وقد ارتفع ضغطه.
ولما أخبرتني أمي بذلك حز في نفسي جدا إذ أنني كنت لا أطيق أن يخدش والدي شيئا , كنت أحب والدي كثيرا إلى درجة لا تتصور فلما أخبرتني امي بذلك إنتظرت والدي حتى عاد ونظرت في عينيه فرأيت فيهما حزنا شديدا و كأنه تذكر الموقف لما رآني . ما استطعت أن أقول له شيئا إلا أنني نزلت رأسي ودخلت غرفتي
وكلمت يوما قريبة لي بالهاتف وكانت ترتدي الحجاب قلت لها "ماذا ترتدين وكيف تفعلين" فوصفت لي اللباس وقفلت السماعة وسكتت وكانت أمي معي وتستغرب لم أسأل عن ذلك
وبقيت ثلاث ليال أفكر في نفسي وفي أمر الدنيا وفي الله وكنت كلما وضعت رأسي فكرت في أننا لم خلقنا وهل خلقنا هكذا عبثا.
حتى كان يوم عرفة استيقظت من نومي وكان هناك داعية يتحدث في التلفاز عن الله وعن التقوى فكنت كأنني أسمع هذا لأول مرة
سمعته بتشوق وكأنني أتعرف على شخص لا أعرفه وأحاول أن أعرف المزيد عنه
ومن ثم انشغلت بأموري حتى قامت أختي برفع صوت التلفاز على أصوات التلبية "لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك"
فإنتفضت بكاملي وشعرت أن قلبي معهم يلبي في كل تلبية شعرت أنني أهتز وأنتفض صعدت إلى غرفتي وأغلقت الباب ورائي وفرشت سجادة وأنخرطت في بكاء طويل حتى أنني صرت اشهق وبقيت أدعو الله و أستغفر بقيت على ذلك مدة شعرت فيها أنني ألقي بأحمالي التي علي
كنت أبكي وأنتفض حتى غسلت بوجهي دموعي شعرت بطمأنينة وببرد في صدري ما شعرته في حياتي. قمت بعدها وكأن مخي قد غسل
ولما كان العيد من غد وضعت على رأسي حجابا ولبست الطويل على غير عادتي وخرجت لبيت أقاربي أهنئهم بالعيد فما بقي منهم واحد إلا وسخر مني وضحك من شكلي فهم ما تعودوا أبدا أن يروني وعلى رأسي شيء
وما رأوني وأنا أرتدي لباسا ساترا حتى الذين هم من أهل الخير ضحكوا مني وإعتبروها مجرد وقت ويمر وما شجعوني على ذلك
وكنت أستمع لهم وأضحك معهم وأقول في نفسي والله لن أخلعه وكنت متشبثة به كالغريق بمنقذه
ومر ذلك اليوم بسلام اذ رأيت فيه ما لم أرى قبلا من السخرية وتمكنت فيه من الثبات
ومرت الأيام وهم ينتظرونني متى أخلعه ولكن ما يمر وقت إلا وأثبت أكثر بل ويزيد يقيني أكثر
فتمكنت بحمد الله من أن أبطل الذهاب للحفلات في الأعراس وتوقفت عن سماع الأغاني وبدأت طريقي في حفظ القرآن وأسأل الله أن يثبتني حتى أنهيه
و أسأل الله أن يثبتني حتى ألقاه وأنا على دين الحق
منقول