* بسم الله الرحمن الرحيم*
والصلاة على اشرف الخلق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
أنظــــــــــــــــــــــروا الى تواضع أفضل الخلق.
التواضع يدل على الخفض للشيء وحطه
هو الاستسلام للــحق وترك الاعتراض في الــحكم.
والتواضع المحمـود يعني التواضــع عند أمر الله امتثالاً وعند نهــيه اجتناباً وكلما أنعم الله على عبده بنعمة تواضع لعظمة ربه ولم يستطل بنعم الله على خلق الله.
يقول الحق سبحانه(ولا تصغر خدك للناس ولا تمش في الارض مرحاً إن الله لا يحب كل مختال فخور).
أما التواضع المذمـوم (المهانه والذل) فهو الدناءه والخسه وبذل النفس في نيل حظوظها وشهواتها وذلك
على حساب الكرامه والحياء فيصير عبداً لشهواته ورغباتها وعبداً لمن يملك تلبية هذه الشهوات.
فعن ركب المصري رضي الله عنه ـ قال :قال الرسول صلى الله عليه وسلم (طوبى لمن تواضع في غير منقصه وذل في نفسه من غير مسأله وأنفق مالاً جمعه في غير معصيه ورحم أهل الذل والمسكنه وخالط أهل الفقه والحكمه.
طوبى لمن طاب كسبه وصلحت سريرته وكرمت علانيته وعزل عن الناس شره،طوبى لمن عمل بعمله أو أنفق
الفضل من ماله وأمسك الفضل من قوله) رواه الطبراني.
وقد ورد عن جانر رضي الله عنه ـ قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول(إن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شيء من شأنه حتى يحضره عند طعامه فإذا سقطت من أحدكم اللقمه فليمط ما كان بها من أذى ثم ليأكلها ولا يدعها للشيطان فإذا فرغ فليلعق أصابعه فأنه لا يدري في أي الطعام تكون البركه).
* وعن عروه بن الزبير ـ رضي الله عنه قال ـ سأل رجل عائشه رضي الله عنها ـ هل كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعمل في بيته؟ قالت: نعم ، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخصف نعله
ويخيط ثوبه ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته)
أرايت اخي الكريم من اين جاء حب الصحابه ـ رضوان الله عليهم ـ لرسولنا صلوات الله
عليه؟ وحق لهم ان يحبوه صلى الله عليه وسلم لكمال خلقه وتمام فضله حتى الاطفال أحبوه لتواضعه صلى الله عليه وسلم معهم فعن أنس رضي الله عنه ـ أنه مر على صبيان فسلم عليهم وقال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعله.
* فالمتولضع يعرف أن الناس حقوقاً لابد أن تؤدي ولن يضره أن يعتذر لمن قصر في أداء حقه له؛ لأن ذلك من تمام حسن الخلق وصدق النيه والسريره وكل البشر خطاء، وكذلك فالمتواضع يقبل عذر من يعتذر عن إساءته له....
قال الامام ابن القيم ـ رحمه الله ـ (من أساء إليك ثم جاء يعتذر إساءته فإن التواضع يوجب عليك قبول معذرته... وعلامة الكرم والتواضع أنك إذا رايت الخلل في عذره لا توقفه عليه ولا تحاجه) .
أنظر الى فضل التواضع وثوابه*
طريق موصل لحب الله سبحانه وتعالى ومن احبه الله رفعه وأعزه في الدنيا والاخره.
عن أبي هريره ـ رضي الله عنه ـ عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال(ما نقصت صدقه من مال وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً وما تواضع أحد له إلا رفعه الله)
وعن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ لا أعلمه إلا رفعه قال: يقول الله تبارك وتعالى (من تواضع لي هكذا،<وجعل يزيد باطن كفه إلى الارض وأدناها>رفعته هكذا<جعل باطن كفيه إلى السماء ورفعهما نحو السماء>
محبة الناس فالمتواضع محبوب من الخلق لما قدم من خصال الخير معهم مخلصاً لله ـ سبحانه ـ فاستحق نيل محبتهم.
موضوع: لتـــ ـكـ ــن متواضعاً 
