ثالث الخلفاء الراشدين
اسمه :
عثمان بن عفان
هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب. فهو يلتقي مع النبي صلى الله عليه وسلم في عبد مناف.
أمـه :
أروى
بنت كُرَيْز من بني عبد شمس أيضا، وأمها أم حكيم البيضاء بنت عبدالمطلب
عمة الرسول صلى الله عليه وسلم. وقد أسلمت أم عثمان (وماتت في أيام
خلافته) فليتقي نسبه من ناحية أبيه بالرسول صلى الله عليه وسلم وكذلك من
ناحية جدته لأمه.
كنيته :
كان يكنى في الجاهلية أبا عمرو،
ثم اكتنى بأبي عبدالله لما ولد له من رقية بنت رسول الله صلى الله عليه
وسلم وكناه المسلمون أبا عبدالله .
مولده :
ولد بمكة وقيل بالطائف في السنة السادسة من عام الفيل سنة 47 قبل الهجرة، فهو أصغر من الرسول صلى الله عليه وسلم بنحو ست سنين.
إسلامه :
كان
عثمان قد ناهز الرابعة والثلاثين من عمره حين دعاه أبو بكر الصديق رضي
الله عنه إلى الإسلام، فكان من السابقين الأولين فكان رابع من أسلم من
الرجال وقد ذكر ابن اسحاق
" كان أول الناس إسلاما بعد أبي بكر وعلي
وزيد بن حارثة "، وكان عثمان بن عفان رضي الله عنه يقول عن نفسه " إني
لرابع أربعة في الإسلام ".
مكــانــتــه في الجاهلـــية
كان
عثمان رضي الله عنه من أحكم قريش عقلا وأفضلهم رأياً، شديد الحياء، عذب
الكلمات، فكان قومه يحبونه ويوقرونه، لم يسجد في الجاهلية لصنم قط، يقول
عثمان رضي الله عنه
" ما تغنيت ولا نميت، ولا مسست ذكري بيميني منذ بايعت بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا شربت خمرا في جاهلية ولا إسلام ".
أحاديث وفضائل في عثمان رضي الله عنه
>
أنه أحد العشرة الذين شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة، وقد بشره
بها مرارا. كان عثمان رضي الله عنه من الصحابة وأهل الشورى الذين يُؤخذ
رأيهم في أمهات المسائل في خلافة أبي بكر .
> وكانت مكانة عثمان في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه كمكانة الوزير من الخليفة.
> أشار عثمان بن عفان رضي الله عنه على الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه بتدوين الدواين.
>
أشار عثمان بن عفان رضي الله عنه على الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه
بجعل السنة الهجرية تبدأ بالمحرم بعد أن اتفقوا على جعل مبدأ التاريخ
الإسلامي من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم.
> عن أنس رضي الله عنه قال :
صعد النبي صلى الله عليه وسلم أحدا ومعه أبو بكر وعمر وعثمان فرجف،
فقال " أسكن أحد - أظنه ضربها برجله - فليس عليك إلا نبي وصدِّيق وشهيدان " البخاري
> حياء عثمان بن عفان رضي الله عنه :
أشهر
خلائق عثمان رضي الله عنه وأحلاها تلك الصفة النبيلة التي زينه الله بها،
وهي خليقة الحياء، فكان رضي الله عنه شديد الحياء، فقد روي أنه كان يكون
في البيت وحده والباب مغلق عليه فما يضع ثوبه عنه عند الغسل ليفيض
الماء... وقد عظَّم النبي صلى الله عليه وسلم فيه هذا الخلق.
> روى مسلم عن عائشة أم المؤمنين قالت :
"
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجعا في بيتي كاشفا عن فخذيه أو
ساقيه، فاستأذن أبو بكر فأذن له وهو على تلك الحال، فتحدث، ثم استأذن عمر
فأذن له، وهو كذلك فتحدث، ثم استأذن عثمان فجلس رسول الله صلى الله عليه
وسلم،
وسوَّى ثيابه فدخل فتحدث، فلما خرج،
قالت عائشة : دخل أبو بكر
فلم تَهْتَش له ولم تُبَالِه ثم دخل عمر فلم تهتش له ولم تُبَالِه، ثم دخل
عثمان فجلست وسوَّيت ثيابك ! فقال : ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة
" .
من نـفـقـاته وكـــرمــــه
كان عثمان رضي الله عنه من الأغنياء وكان سباقا لكل خير ينفق ولا يخشى الفقر وكان مما أنفقه :
> بئر رومة :
وقد
اشترى بماله بئر رومة ولم يكن بالمدينة ماء يستعذب غيرها، ولا يشرب من
مائها إلا بثمن وكانت لرجل من غفار، فقال النبي صلى الله عليه وسلم للرجل
" تبيعها بعين في الجنة ؟
" فقال الرجل " ليس لي ولعيالي غيرها ، فبلغ
ذلك عثمان رضي الله عنه فاشتراها بخمسة وثلاثين ألف درهم، ثم أتى النبي
صلى الله عليه وسلم فقال " أتجعل لي فيها ما جعلت له ؟ قال صلى الله عليه
وسلم : نعم ، قال: جعلتها للمسلمين.
توسعة المسجد النبوي
بعد
أن ضاق بالمسلمين مساحة المسجد النبوي ندب النبي صلى الله عليه وسلم
الصحابة من يشتري بقعة بجانب المسجد فقال النبي صلى الله عليه وسلم " من
يشتري بقعة آل فلان فيزيدها في المسجد بخير له منها في الجنة " فاشتراها
عثمان صلى الله عليه وسلم من صلب ماله بخمسة وعشرين ألف درهم، أو بعشرين
ألفا.
في غزوة تبوك في العام التاسع للهجرة :
عندما أراد
رسول الله صلى الله عليه وسلم غزو الروم حث الصحابة على البذل لتجهيز جيش
العسرة، فأنفق الصحابة الأموال كل على طاقته ، وأما عثمان فقد أنفق نفقة
عظيمة،
يقول ابن شهاب الزهري " قدّم عثمان بن عفان رضي الله عنه
لجيش العسرة في غزوة تبوك تسعمائة وأربعين بعيرا، وستين فرسا أتم بها
الألف ...
وبعشرة آلاف دينار صبها بين يديه، فجعل الرسول يقلبها بيده ويقول : " ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم مرتين " سنن الترمذي.
جـمـع القرآن
من
أعظم مفاخر عثمان بن عفان رضي الله عنه جمع الأمة على مصحف واحد، وكان هذا
الجمع باستشارة جمهور الصحابة من المهاجرين والأنصار وهم أعيان الأمة وفي
طليعتهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه ،
وكان علي بن أبي طالب رضي الله عنه ينهى من يعيب على عثمان رضي الله عنه بذلك ويقول :
أيها
الناس لا تغلو في عثمان، ولا تقولوا له إلا خيرا - أو قولوا خيرا - فوالله
ما فعل الذي فعل - أي في المصاحف - إلا عن ملأ منا جميعا أي الصحابة ...
والله لو وليت لفعلت مثل الذي فعل. فتح الباري (1/78) إسناده صحيح.
في ميادين الجهاد
> غزوة بدر :
ولما
خرج المسلمون لغزوة بدر كانت زوجته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم
مريضة، فكان عثمان رضي الله عنه ممن تجهز لخروج مع النبي صلى الله عليه
وسلم فردّه النبي صلى الله عليه وسلم للقيام على ابنته رقية لتمريضها،
فماتت في مرضها ذلك،
وضرب له رسول الله بسهمه وعُد من البدريين، ولم يكن عثمان رضي الله عنه
ممن تخلفوا عن بدر لتقاعس منه أو هروب ينشده كما يزعم بعض أصحاب الأهواء ممن طعن عليه بتغيبه عن بدر،
وقد حزن عثمان رضي الله عنه أشد الحزن على زوجه لخشيته انقطاع صهره من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ويروى أن عثمان رضي الله عنه لما اعتذر إلى[
عمر
شكاه عمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر " سيزوج الله ابنتك خيرا من
عثمان ويزوج عثمان خيرا من ابنتك" فتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم حفصة وزوج ابنته أم كلثوم من عثمان،
وهذه خصيصة لم تكن لغير عثمان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن أجلها كان يلقب بذي النورين.
ولم تزل أم كلثوم عند عثمان رضي الله عنه إلى أن توفيت في شعبان سنة 9هـ ،
ورأى
رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان رضي الله عنه وفي وجهه حزن لما أصابه
، فدنا منه وقال " لو كانت عندنا ثالثة لزوجناكها يا عثمان "
وهذا دليل حب رسول الله صلى الله عليه وسلم لعثمان.
وفي غزوة أحد :
لقد
عفا الله عن الصحابة الذين خالفوا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنهم
عثمان بن عثمان وأنزل الله قرآن يتلى إلى يوم القيامة ، قال تعالى { إِنَّ
الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا
اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا
اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ } آل عمران 155،
غير
أن أصحاب الأهواء لا يرون إلا ما تهوى أنفسهم ، فلم يروا من المتراجعين
إلا عثمان رضي الله عنه فكانوا يتهمونه دون سائر المتراجعين من الصحابة
رضي الله عنه .
وفي بيعة الرضوان
عندما نزل النبي صلى
الله عليه وسلم الحديبية أرسل النبي صلى الله عليه وسلم عثمان رضي الله
عنه إلى قريش يبلغهم نواياه السليمة بعدم الرغبة في القتال،
وعرض المشركون على عثمان رضي الله عنه أن يطوف بالبيت فأبى.
وتسربت
شائعة إلى المسلمين أن عثمان قُتِل، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه
وبايعوه على الموت وعلى قتال المشركين وفي رواية أن البيعة على الصبر
ورواية على عدم الفرار وبايع الناس وقال النبي صلى الله عليه وسلم " هذه
يد عثمان " فضرب بها على يده فكانت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم
لعثمان بن عفان رضي الله عنه خيرا من أيديهم لأنفسهم . وسميت هذه البيعة
بيعة الرضوان وتحت الشجرة قال تعالى : { لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ
الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي
قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً
قَرِيباً } الفتح 18 ،
فقد استوى عثمان رضي الله عنه مع أهل الشجرة في هذه الخيرية،
وهذا
بخلاف ما تمسك به البعض في تفضيل علي على عثمان لأن عليا كان من جملة من
بايع تحت الشجرة وكان عثمان حينئذ غائبا وهذا من الباطل.
الخليفة عثمان بن عفان
لما
طُعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه جعل الخلافة في ستة من أصحاب النبي صلى
الله عليه وسلم وهم عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، طلحة بن عبيدالله،
الزبير بن العوام، عبدالرحمن بن عوف، سعد بن أبي وقاص، فوَلُوها عثمان بن
عفان رضي الله عنه. فاجتمع الناس على عثمان وبايعوه وهو أفضل أصحاب رسول
الله صلى الله عليه وسلم بعد أبي بكر وعمر لحديث ابن عمر رضي الله عنه قال
: كنا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم لا نعدل بعد بأبي بكر أحدا، ثم
عمر، ثم عثمان، ثم نترك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نفاضل
بينهم " . البخاري
> قال ابن تيمية :
فهذا إخبار عما كان
عليه الصحابة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم من تفضيل أبي بكر ، ثم
عمر، ثم عثمان، وقد رُوي أن ذلك كان يبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فلا
ينكره،
فحينئذ فيكون هذا التفضيل ثابتا بالنص وإلا فيكون ثابتا بما ظهر
بين المهاجرين والأنصار على عهد النبي صلى الله عليه وسلم من غير نكير،
وبما ظهر لما توفي عمر فإنهم كلهم بايعو عثمان بن عفان من غير رغبة ولا
رهبة ولم ينكر هذه الولاية منكر منهم .
> ولذلك قال الإمام أيوب السختياني والإمام أحمد والإمام الدارقطني
" من قدَّم عليا على عثمان فقد أزرى المهاجرين والأنصار.
> قال الإمام أحمد بن حنبل :
ما
كان في القوم أوكد بيعة من عثمان كانت بإجماعهم. والذي عليه أهل السنة أن
من قدم عليا على أبي بكر وعمر فإنه ضال مبتدع، ومن قدم عليا على عثمان
فإنه مخطئ ولا يضللونه ولا يبدعونه ،
وإن كان بعض أهل العلم قد تكلم بشدة على من قدم عليا على عثمان بأنه قال :
من قدم عليا على عثمان فقد زعم أن أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم خانوا الأمانة حيث اختاروا عثمان على علي رضي الله عنه .
الفتوحات الإسلامية في عهده
> كانت خطة عثمان في الفتوحات تتسم بالحسم والعزم باخضاع الروم والفرس
> اهتم الخليفة عثمان رضي الله عنه بأمر الثغور والمرابطة فيها، فكان يأمر قادته فيها بإجراء الأرزاق ومضاعفته للجند المرابطين
> أنشأ عثمان بن عفان رضي الله عنه قوة بحرية عسكرية لافتقار الجيش الإسلامي إلى ذلك.
> وفتح قبرص بقيادة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه
>
وفي سنة 31 هـ انتصر المسلمون على الروم في أول معركة بحرية حاسمة تسمى "
ذات الصواري " بقيادة الصحابي عبدالله بن أبي السرح رضي الله عنه
> تم فتح أرمينية وتثبيت أذربيجان والري في عهد الخليفة عثمان رضي الله عنه
> تم فتح كثير من طبرستان وخراسان وطخارستان وغيرها وقتل يزدجرد آخر ملوك الفرس
> تم فتح أفريقية في خلافة عثمان رضي الله عنه بقيادة عبدالله بن سعد بن أبي السرح رضي الله عنه
أول مــــن
أول من فوض إلى الناس إخراج زكاتهم ، وأول من أتخذ صاحب شرطة ، وأول من هاجر بأهله من هذه الأمة،
وأول
من جمع الناس على حرف واحد من القراءة ، وأول من زاد النداء الثاني يوم
الجمعة ، وأول من نخل له الدقيق ، وأول من حمى الحمى لنعم الصدقة.
الــــفـــتـــنــــة
ولي عثمان رضي الله عنه الناس اثنتى عشرة سنة أميرا للمؤمنين،
ولقد بدأت أحداث الفتنة في النصف الثاني من ولاية عثمان الفتنة التي أدت إلى استشهاده.
ومن
أسباب فتنة مقتل عثمان رضي الله عنه الرخاء وأثره في المجتمع، وطبيعة
التحول الاجتماعي في عهد عثمان وظهور جيل جديد وهو غير جيل الصحابة ،
ثم استعداد هذا المجتمع قبول الشائعات، والعصبية الجاهلية ،
ومن
أهم الأسباب دخول منافقون موتورون، ووجدوا من يستمع إليهم، وكان معظمهم من
الأعراب ممن لا يفقهون هذا ، وكان المدبر الرئيسي هو اليهودي عبدالله بن
سبأ.
وأما الإفتراءات تحرك أهل الفتنة وحاصروا
عثمان بن عفان رضي الله عنه في داره وزوروا عليه كتابا بأنه يريد قتلهم بعد أن أعطاهم الأمان على أنفسهم،
وعندما
اشتد أمر أهل الفتنة وتهديدهم الخليفة بالقتل تحرك الصحابة لردهم وقتالهم
وهو ما رفضه عثمان رضي الله عنه أن يرفع أحد السيف للدفاع عنه,
وأن يهراق دم بسببه فقد كان عالما بالفتن التي أخبره به الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
عاملا بوصيته التي سارّه بها وأنه صابر نفسه عليه ولعلمه أن البغاة لا يريدون غيره، فكره أن يتوقى بالمؤمنين، وأحب أن يقيهم بنفسه،
ولعلمه بأن هذه الفتنة فيها قتله، عن عبدالله بن حوالة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" من نجا من ثلاث فقد نجا، ثلاث مرات، موتي، والدجال، وقتل خليفة مصطبر بالحق معطيه " المسند (4/419)(5/346)
تحقيق أحمد شاكر ، ومعلوم أن الخليفة الذي قتل مصطبرا بالحق هو عثمان، فالقرائن تدل على ذلك.
عن ابن عمر رضي الله عنه قال : ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنة ،
فمر رجل ، فقال : يُقتل فيها هذا المقنع يومئذ مظلوما ، قال : فنظرت فإذا هو عثمان بن عفان. فضائل الصحابة (1/551) اسناده حسن
هاجم
المتمردون الدار وأصيب يومئذ أربعة من شبان قريش وقتل أربعة، ثم هجموا
عليه فقتلوا عثمان بن عفان رضي الله عنه وهو يقرأ في المصحف فانتضح الدم
على قوله تعالى { فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
} البقرة 137 .
وأحل القتلة داره وماله وما على النساء ، وبذلك حقق
السبئيون مرادهم، وقتلوا أمير المؤمنين، وتوقف كثير من أتباعهم من الرعاع
والغوغاء بعد قتل عثمان ليفكروا وما كانوا يظنون أن الأمر سينتهي بهم إلى
قتله، فقد استغفلهم السبئيون واستغلوهم في الشغب على عثمان، أما أن يقتلوه
فهذا ما استفظعوه .
> وكان تاريخ قتله رضي الله عنه في السنة
الخامسة بعد الثلاثين من الهجرة 18/12/35هـ الموافق الجمعة وسنه عندما
توفي اثنتان وثمانون (82 سنة)