بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
سئل الشيخ الشنقيطي :
فضيلة الشيخ : كثير من الناس –إلا من رحم الله- يقومون أثناء قراءتهم للقرآن بوضع أصبعه في فمه،
وأخذ شيء من ريقه حتى يقلب صفحات القرآن ، نرجو توجيه ذلك . وجزاكم الله خيرا ؟
فأجاب :
التوجيه في ذلك شيء ، وتوجيه ذلك شيء آخر ،
توجيه ذلك يعني غالبا أنه يقصد به التمكن من التفريق بين الصفحات ،
ولكن كره بعض أهل العلم ذلك .
والقلب للأوراق بالبصاق *** أمر قبيح شاع في الآفاق
وبعض من إلى العلوم ينتسب *** يفعله لـجهله المركّب
على كل حال القلب بالبصاق مكروه عند طائفة من أهل العلم ،
وسئل الوالد –رحمه الله- ذات مرة
وكان أحد طلبة العلم يتحمس لذلك على أنه جائز ولا بأس به ،
فأفتى الوالد بأنه يتقيه الإنسان ما أمكن ،
قال : يا شيخ، ما فيه شيء وصار يراجع الوالد ، قال له لحظة ،
فأخذ الوالد من ريقه ،
وقال له : ما رأيك لو وضعته على وجهك ترضى ؟ فنحى وجهه ،
فقال : إذا كان هذا لا ترضاه أنت
فكيف بالصحف المكرمة التي ينبغي أن تحفظ ،
فعلى كل حال هذا من باب إكرام كتاب الله –تعالى-
وهو أفضل وأكمل ، قالوا إن هذا قبيح في الصورة والشكل ، فينبغي أن يتقى،
وإن كان مقصد الإنسان به حسنا ،
وكم من أمور يكون فيها المقصد حسنا ، لكنها قد تكون في ظاهرها أو ما تشتمل
عليه فيها خلل فيمنع منها ، وعلى كل حال قالوا إنها يختلف فيها القصد،
إن قصد فيها تحقير القرآنما فيه إشكال ،
حتى قال بعض العلماء بكفره ، إن قصد به ازدراء القرآن وتحقيره؛ لأنه كالتفل
عليه والبصاق والوطء عليه وهذا مما ذكروا من الامتهان بالقرآن بالصور الظاهرة
الموجبة للتكفير ، وأما إذا قصد به التمكن من الأوراق وقلبها فهذا مقصود المسلمين
غالبا ؛ لأنه ما يوجد مسلم يقصد به إهانة كتاب الله تعالى ولذلك قال :
وهو قبيح وإن يرد به تحقيره فالكفر قد باء به
وعلى كل حال يحاول من ابتلي بهذا أن يتركه ويتقيه ما استطاع لذلك سبيلا ،
لأنه أكمل وأفضل .
والله –تعالى أعلم