معرفة الله عزوجل

ان معرفة الله عزوجل هي غاية أمل المؤمنين الذين اسهروا ليلهم وأظمأوا نهارهم وأتعبوا أجسادهم ليكي ينالوا ويصلوا الى درجة المعرفة بالله عزوجل .
ولكي تعرف ماهي المعرفة اسمع الى قول الامام ابن تيمية عندما قال : " ان في الدنيا جنة من دخلها لم يشتاق الى جنة الاخرة ألا وهي معرفة الله .

ان أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم هي المنبع وهي المصدر لكي نتعرف فيها على الله عزوجل .

وان أحاديث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لها معاني ظاهرة ومعاني باطنة يصل اليها من أنار الله قلبه بالايمان وصفا من كدورات الدنيا وشهواتها .

و سأقوم بذكر أحاديث للمصطفى صلى الله عليه وسلم وسأحاول أن أذكر المعاني التي من شأنها أن تبين لنا معاني المعرفة بالله عزوجل وذكر قصص السلف الذين تحققوا بالمعرفة .

الحديث الأول :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ذاق طعم الايمان , من رضي بالله ربا , والاسلام دينا , وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا "


ان هذا الذوق المنبعث عن هذا الرضا , هو المعرفة بالله تعالى .

والمعرفة نور أسكنه الله تعالى قلب من أحبه من عباده . وحقيقة المعرفة حياة القلب بالمحيي .

فمن ماتت نفسه , بعدت عنه دنياه , ومن مات قلبه بعٌد عنه مولاه.

سئل ابن السماك : متى يعرف العبد أنه على حقيقة المعرفة ؟

قال : اذا شاهد الحق بعين اعتباره , فانيا عن كل ماسواه .

وقيل : المعرفة فٌقدان رؤية ما سواه , بحيث يصير ما دون الله تعالى عنده أصغر من خردلة .

طلعت شمس من أحب ليلا ----- فاستنارت فما لديها غٌروب
ان شمس النهار تغرب ليلا __ وشٌموس القلوب ليست تغيب

قال يحي بن معاذ رحمه الله : المعرفة : قرب القلب الى القريب , ومراقبة الروح للحبيب , والانفراد عن الكل بالملك المجيب .

يروى أن الله تعالى أوحى الى داود عليه السلام : يا دواد اعرفني واعرف نفسك .

فتفكر داود فقال : إلهي عرفتك : بالفردانية , والقدرة , والبقاء
وعرفت نفسي بالعجز والفناء .

قال أبو بكر الواسطي رحمه الله : المعرفة على وجهين :

1- معرفة الايمان 2- معرفة الايقان

أما معرفة الايمان : شهادة اللسان بتوحيد الملك الديان, والاقرار بصدق ما في القران .

وأما معرفة الايقان : هي دوام مشاهدة الفرد الديان بالجنان .


وقال بعضهم : المعرفة على ضربين :

1- هو أن يعرف أن النعمة من الله تعالى , قال تعالى ( وما بكم من نعمة فمن الله ) , فيقوم بشكره , فيستزيد به النعمة من الله , بدليل قوله ( لئن شكرتم لأزيدنكم )

2- رؤية المٌنعم من غير أن يلتفت الى النعمة , فيزيد شوقه الى المٌنعم , ويقوم بحق معرفته ومحبته .