بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
أخرج محمد المعصوم صلى الله عليه وسلم من مكه حيث أهله وأبناؤه وداره ووطنه ، طرد طرداً وشرد تشريداً ، والتجأ
إلى الطائف فقوبل بالتكذيب وجوبه بالجحود وتهاوت عليه الحجاره والاذى والسب والشتم .
فعيناه بدموع الاسى تكفان ، وقدماه بدماء الطهر تنزفان وقلبه بمرارة المصيبه يلعج فإلى من يلتجى ؟ ومن يشكو وإلى
من يقصد ؟ إلى الله ، إلى القوي ، إلى القهار ، إلى الناصر.
استقبل محمد صلى الله عليه وسلم القبله وقصد ربه ، وشكر مولاه ، وتدفق لسانه بعبارات الشكوى وصادق النجوى وأحر
الطلب ، ودعا وألح وبكى وشكا وتظلم وتألم.
المآقـي من الخطوب بكاء والمآسي على الخدود ظماء
وشفاه الايام تلــثم وجهاً نحتتــه الرعـود والانواء
اسمع سؤال الرسول صلوات الله عليه ملاه وإلهـه ليلة نخلة إذ يقول "اللهم إني اشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني
على الناس ، انت ارحم الراحمين ورب المستضعفين وانت ربي ، إلى من تكلني؟ إلى قريب يتجهمني، او إلى عدو ملكته
أمري ، إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي ، غير أن عافيتك هي أوسع لي ن أعوذ بنور وجهك الذي اشرقت له الظلمات،
وصلح عليه أمر الدنيا والاخره ، أن ينزل بي غضبك أو يحل بي سخطك، لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك".