الكل كل الكون يقف خاشعا باكيا في هذه الساعة كراهب يبن يدي مولاة .. الرياح تعانق قمم الجبال فتصدر ألحانا باكية ، و تربت على أكتاف الصخور فتواسيها وتعزيها .. الدنيا أنصتت .. التاريخ بكى .. الشمس يلفها هالة من الحزن و السواد .. ماذا هناك ؟!
بيت متواضع في داخله حجرة صغيرة لها باب صغير و حصير بال ملقى و سرير متواضع عليه رجل ... إنه في ساعته الأخيرة .. يعاني ساعات الإحتضار و النزع و بجانبه ركوة ماء يمد يده إليها ليمسح وجهه الشريف و هو يقول : إن للموت لسكرات .. إن للموت لسكرات .. إن للموت لسكرات ..
الكون كله ينتظر أمام الباب .. ينتظر الخبر .. و أخيرا .. يسلم الروح و يتمتم .. ( مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا ) .. بأبي أنت و أمي يارسول الله .. لقد مت كما يموت جميع الخلائق ( أفإن مت فهم الخالدون ) .. و قد عانيت ممايعاني منه غيرك .. هاقد مات أشرف الخلق .. هاقد مات خاتم الأنبياء و المرسلين عليه أفضل الصلاة و السلام .. و كأني بسنة بدأت تموت معه .. مات المصطفى و لم يترك خيرا إلاّ دل الأمة عليه و لاشرا إلاّ حذرها منه .. مات و قد أدى الأمانة و بلغ الرسالة و نصح الأمة .. و لانملك إلاّ أن نقول اللهم كما حرمتنا رؤيته و صحبته في الدنيا فلاتحرمنا من زلك يوم القيامة ..
إنك ولي ذلك و القادر عليه .. اللهم صلي وسلم على محمد و على آله و صحبه صلاة وسلاما متعاقبين إلى يوم لقيا الديان .. ( إنك ميت و إنهم ميتون ) ...
منتقى من مجلة مدرسية ..[/size][/color],,,,,,,,,منفو,,,,,,,,